قصص

قصة مشرحة الشيطان

قصة مشرحة الشيطان

انا عبدالله محمود، مشكلتي سببها الاول الفلوس.. ماهو اصل مفيش شغل، او انا اللي مش بكمل في شغلانة، ففضلت ادور كتير جدًا لكن محولاتي كلها كانت نهايتها الفشل.. شاب فاشل مش عارف ينجح في حياته، ولا حتي كليته اللي بقالي فيها خمس سنين واقف علي مادة عشان اعدي، حتي الشغل زي ما بقولكوا مبكملش في يومين، وحاولت اقعد في كتير لكني ماكنتش بقدر.. انا راجل محتاج شغل مريح… شغل  قاعد في طول اليوم، وجالي الشغل ده اخيرًا… هشتغل عامل في إحدى مشارح المحروسة، ايوه زي ما سمعت انا هشتغل في مشرحة.. و مش هتشغل في مشرحة بالمعني الحرفي يعني، انا بس يدوبك هقعد علي باب المشرحة احرسها.. لغاية هنا الموضوع تمام مفيش حاجه، بس المشكلة إن العمل المتاح، اني اشتغل وردية بليل، اللي هي من الساعة 9 لغاية الساعة 9 تاني يوم، متخيل يعني ايه مشرحة وبليل، يعني عفاريت ياب… يعني من الاخر كده يا تصيب يا تخيب، بس انا قبلت الشغلانة.. قبلتها بالذات انها بليل، يعني طوب الليل هفضل نايم، وكده كده عم محمد هو اللي بيستقبل اي جثة جايه وده بيحصل كل فين وفين صراحه، فالموضوع بالنسبالي مريح جدًا، وفي نفس الوقت المرتب حلو جدًا بالنسبة لحراسة مكان ايًا كان ايه هو، فبالنسبة لواحد فاشل زيي.. وزي ما الناس بيقولو، فدي شغلانة عظيمة، فوافقت عشان اثبت للجميع اني قد اي حاجه، حتي لو هقعد علي مشرحة احرس الجثث…..
نزلت المستشفي عشان اخد الشغلانة، والمدير قبلني، فهبداء الشغل بليل.. بعدها روحت البيت نمتلي ساعتين، واول ما صحيت من النوم غسلت وشي، و لبست اللبس الغريب اللي هما ادهولي، نزلت و كلي تفائل، حطيت السماعة في ودني وانا بسمع الست وهي بتقول…
)ياما الحب نده علي قلبي، مردش قالي جواب)
يا سلام علي الست يا جماعة، حاجه عظيمة جدًا جدًا، في حته تانيه والله…. وصلت المستشفي، سلمت علي عم محمد وقولتله..
-عامل ايه يا عمنااا، هناملي انا بقر ساعتين ولو في جثة عازتني صحيني.
-يابني إكبر بقى، انا قد ابوك يا حبيبي…. وبطل خفة الدم اللي فيك دي قولتلك.
-ماتفك كده يا عم محمد، ولا اقولك يا عم حوده…
-هو انت خليت فيها عم، امشي ياض إنجر من قدامي بقولك.
-طب زي ماتفقنا اي جثة معاك علي السكه.
سيبته ومشيت، وانا حاسس اني سخيف سيكا… بس عادي عادي، المهم نمت وعم محمد صحاني…..
-قوم يا عبدلله، في جثة بتناديك.
قومت
-جثة!!!
-قوم يابني امال انت شغال فين ، انت شغال في مشرحة مش كبارية، توفيق وصل بالجثة للمشرحة جوه، قوم بطل غلبة.
-لا احنا متفقناش علي كده،انتو قولتلو هحرس المكان مش اخش المشرحة.
اتعصب عليا وقالي…
-يابيه انت شغال في مشرحة، يعني بتدخل الجثث مع العمال بتوع الاسعاف.
-بس دي شغلتك يا عم محمد والكلام كان علي كده.
-يابني انا قد ابوك، قوم بطل كسل..
-حاضر ياعم محمد، هي شغلانة قرف علي المسا.
كنت قرفان جدًا، وفي نفس الوقت متوتر، لحسان يبقى حوار الجثث اللي بتتحرك دي بجد واتلبس، انا اصلا بخاف من خيالي… قطع حبل تفكيري توفيق وهو بيقولي…
-مالك خايف من ايه.
-انا!! خايف!!!… لالالالا مش انا اللي اخاف.
ضحك وقالي…
-لا ماهو واضح، بس متخفش اوي كده، مفيش عفاريت بتظهر هنا والكلام ده… كلها حوارات افلام مش اكتر.
-طمنتني والله..
ضحك وقالي…
-شوفت بقا انك كنت خايف، هههه.
بصتله بقرف، لكن قطع الحوار بنا مكالمة جاتلة، فلقيته اتلجلج في الكلام وقالي …
-طب بقولك دخل الجثة انت جوه، الاوضة اخر الطرقة يعني مش بعيده، وانا هرد علي الموبايل…
بعدها قولت لنفسي…
(ماهي ليلة مش فايته انا عارف)
خدت الجثة، وكنت ماشي بيها في الممر،لقيت السرير بيتحرك…
(وبعدين بقى، لا احنا ماتفقناش علي كده، اجمد كده يابو عبيد)
تفقدت السرير وشوفت لو كان في حاجه، ولا الجثة ربنا نتعها بالسلامة ورجعتلها روحها.. لكنها كانت جثة هامدة مبتتحركش، مش بس كدده الجثة كانت محروقة بحروق ماليه جسمها كله، يعني لو مين هيبقى مات… لكن اللي لفت نظري إني لاحظت حاجه غريبة تحت جلدها…. لاحظت وجود ورقة مطبقة ومحطوطة تحت جلد الجثة ومقفول عليها بخيط لونة اسود، جيت اتفحصها اشوف فيها ايه، ومع لحظة لمسي للخيط ده لقيت حاجه مسكتني بقوة،خلتني اتنطر من مكاني بسبب الخضة…
-بسم الله الرحمن الرحيم، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم.
لقيت توفيق بيضحك وهو بيقولي….
-لا بس اتخضيت
بلعت ريئي وقولتله..
-ان ان انت مجنون، كنت هتجبلي سكته قلبية وانا واقف..
-طب ياعم انا اسف، بس انت بتعمل ايه دلوقتي، الميت لي حرمته، بتعمل ايه انت.
-ياعم الجثة جايه عاشن تتشرح اصلًا، يعني الجته دي هتبقى حتت بعد ما الدكتور يوصل.
-عندك حق، بس دي مش شغلتك، ولو الدكتور شافك هيبقى فيها كلام تاني.
-خلاص ياعم انا بس شوفت الجثة لقيت فيها حاجات غريبة كده.. الجثة محروقة من كل حته وفي ورقة لفتت نظري.
-ورقة ايه دي.
رفعت الغطا من علي الجثة وقولتله….
-هي دي.
لقيته برقلي وقالي…
-انت عارف ده معناه ايه؟
-ايه!!!
-ولا حاجه، هههههه.
-ده انت سخيف والله.
بعدها ضحك وقالي…..
-طب دخل الجثة جوه وبطل غلبة، وانا هطلعلي بره اشربلي سجارة كده.
قولت في سري..
(اهو ده اللي انتو فالحين في)
-بتقول حاجه يا عبدالله.
-لا لا اتوكل علي الله انت دلوقتي، طريق السلامة.
سيبته ومشيت، ودخلت الجثة لغاية غرفة التشريح ،اللي كانت باردة جدًا، وده لسبب ان في حد سايب إحدى بيبان التلاجة بتاعة المشرحة مفتوحة، فبديهي قفلت الباب، لكن كان بيتفتح مره تاني… فقفلته تاني، بس بردو كان بيتفتح وبيعمل صوت تزيقه مزعجة ،ومع لحظة التزيقة دي لقيت حد من ورايه بيقولي…
-انت مين؟
اتنطرت من مكاني مخضوض….
-بسم الله الرحمن الرحيم انت اللي مين…
بصيت لقيته واحد لابس بالطو ابيض، فبديهي عرفت انه الدكتور، فقولتله…
-انا عبدالله، الحارس بتاع المشرحة، ودي جثة جديده محتاجين تشريحها.
لقيته كلمني بقرف وقالي..
-تمام تمام… انا المساعد بتاعي مجاش انهارده، فخليك متابع معايه علي الموبايل بتاع السكيورتي بره عشان لو احتاجتك.
-حاضر يا دكتور، تحت امرك طبعًا.
سيبته ومشيت، وفضلت اقول في نفسي…
)الله يلعن دي مشرحة الواحد مش فاهملها حاجه، هو انا شغال ايه بظبط، هي شكلها ليلة مش هتعدي علي خير)
لقيت توفيق قدامي بيقولي…
-ايه مالك بتبرطم ليه..
قصة مشرحة الشيطان
-الدكتور ياعم عايزني اشرح الجثة المهببه دي معاه .
-اوعى يا عبدالله، اوعى تشرحها، اوعي تخلي حد يلمسها.
-يلمس ايه مش فاهم.
لقيته بيبرقلي هو بيقولي…
-الجثة معاهم دلوقتي، ومينفعش التدخل في اللحظة دي.
-تدخل ايه وهباب ايه ياعم، انت مجنون.
سيبته وطلعت بره المشرحة المهببه دي، لكني سمعت صوت محمد ورايه تاني وهو بيقولي…
-ايه ،خلصت اللي قولتلك عليه ووديت الجثة.
بصيتله بأستغراب وقولتله..
-ياعم انت مجنون ولا ايه، انت كنت لسه بتقولي علي جثة وياخدوها ومش عارف ايه.
قلب وشه وقالي..
قصة مشرحة الشيطان
-انا شوفتك فين يابني ، انا متحركتش من مكاني اصلا.. هو انت اول يوم ليك في المشرحة لحس مخك ولا ايه.
-والله انا ماعرف مين اللي اتلحس مخه، بقولك ايه انا هناملي ساعتين خلي الليلة الهباب دي تعدي.
ونمت ويارتني مانمت، لاول مره في حياتي معرفش انام فيها، اصل نسيت اقولكوا اني كلب نوم، يعني في اي حته واي مكان، لكني كنت حاسس بصهد طالع من المشرحة، وقلبي مقبوض، لغاية ماروحت في النوم، وحلمت بحلم غريب، ماكنش حلم علي قد ماهو شعور بحد بيراقبني، حد واقف بعيد متخفي في وسط الضلمة الحالكة اللي انا واقف فيها دي، مفيش لحظات الا وضوء مش عارف مصدره فضل يجري وسط الضلمة دي لغاية ما وقف علي وش الشخص ده، او الجثة اللي دي، لكن الجثة دي ماكنتش غريبة عليا.. دي كانت الجثة المحترقة اللي ملهاش ملامح غير ملامح الشر والرعب، اللي انا لسه مدخلها للدكتور، لكني لاحظت ان عينين وبوء الجثة متخيطين بخيط غريب.. والجثة عمالة تزوم وسط الضلمة…. فاتشجعت وقولت
-انا بعمل ايه هنا….
لقيت حاجه بتهمس في ودني وبتقولي….
-انا مش هأذيك، هما اللي هيأذوك…
-هما مين دول اللي هيأذوني..
ضحكت الجثة وقالت…
-ولاد ادم يا انسان.. مش هيصدقوك وهيرموك زي الدبيحة.
بدأت اتوتر واخاف من الحلم الغريب ده، ورديت وانا متوتر..
-انا مش فاهم حاجه، ومش عايز افهم، انا عايز امشي من هنا دلوقتي.
مكملتش الجملة الا وكنت عمال اجري في المكان زي المجنون، لكني كنت حاسس إن انا مش بتحرك….. سمعت صوت الهمس ده تاني وهو بيقولي…
-انا مش عايزك هنا، انا عايزك جوه، سلام يا عبدالله.
مع نهاية اخر كلمة قالها، صحيت شرقان وعمال اكح، وسمعت التليفون بتاع الامن بيرن، جريت عليه وسمعت الدكتور وهو بيتكلم وصوته بيقطع…
-خشلي بسرعة يا عبدالله، دي مش جثة عاديه، دول عبدة الشيطان، هيموتوني هيموتوني..
تيت تيت تيت…. الخط قطع، ماكنش قامي غير اني اخش اشوف ايه اللي بيجري جوه، بذات ان محدش بره، لا توفيق ولا عم محمد، دخلت المشرحة لقيت الضوء خافت، واللمبات مكسرة، كنت قلقان من اللي بيحصل فكنت بنادي وبقول…
-مين هنا؟؟… في حد سامعني، انا هتصل بالبوليس.
قصة مشرحة الشيطان
طلعت الطبنجة من جيبي وولعت الكشاف، بعدها فضلت انده تاني لكن محدش رد عليا بردو، لغاية ماتشنكلت في حاجه وقعت عليها، فضلت احسس لغاية ما لقيتها جتت حد علي الارض ولسه فيها الروح، وجهت الكشاف عليها، لقيتها جثة توفيق، اتتفضت من مكاني وفضلت اقول…
-بسم الله الرحمن الرحيم، انت ايه اللي عمل فيك كده… لقيته رد عليه وقالي..
-الجثة طلعت لعبدة الشيطان وهما اللي عاملين فيها كده، افلت بجلدك، الجثة صاحية وعماله تلوش في الكل…
قال الكلمتين دول وقطع في النفس… مات.
كنت مابين اختياريين يا اهرب، يا اشوف ايه اللي بيحصل في الليلة السودة دي، فقررت اني هكمل، بذات اني بيني وبين اوضة التشريح خطوات.. مشيت لغاية ما وصلت لاوضة التشريح.. اللي كانت متدمرة تمامًا، مع لحظة دخولي باب المشرحة.. الباب اترزع ورايا، وكان عم محمد والدكتور مدبوحين ومتعلقين علي الباب، لغاية ما حسيت بصوت انفاس ورايه، فبصيت ورايه لقيتها الجثة الملعونة وقفال ، ومن غير مانطق اي حاجه لقيتها بتهمس في ودني وبتقولي…
-مش قولتلك هيجو ياخدوك..
-هما مين دول اللي هياخدوني؟؟!
-اسمع كده…
فجأة سمعت حاجه رزعت الباب وراية، وحد بيشدني، الحد ده كان البوليس، كان جي ياخدني بتهمة قتل الدكتور وعم محمد وتوفيق!!!… وصلنا القسم قعدوني قدام وكيل النيابة، ماكنتش حاسس بأي حاجه، كنت حاسس ان الزمن اتوقف بيا، برود تام حاسس بي، شامم ريحة الموت قريبة مني، و قطع كل ده وكيل النيابة وهو بيقول…
-يحول عبدالله محمود البرعي الي النيابة في صباح الغد، بعد تهمته في مصرع ثلاثة اشخاص عاملين بإحدى مشارح المحروسة ، خد امضي يابني…
مضيت بدون اي مقاومة او دفاع عن نفسي، ماكنتش حاسس بأي حاجه غير ان ده حلم وهفوق منه، لكني فوقت منه وانا في مستشفي الامراض العقلية بعد ما القاضي حولني ليها، وده بعد التأكد من الكاميرات إن انا كنت في حاله هستيرية غير طبيعية، وإني عندي مرض نفسي، لكني والله ماقتلتهم، انا حاسس اني في حلم ومش عارف هصحي منه امتي…….
قصة مشرحة الشيطان
اندرو_شريف
مشرحة_الشيطان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى